كتاب الواضح في احكام
الطلاق
المقدمة:
إن الحمد لله ،نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعود بالله من شرور أنفسنا
، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ،ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن
لا إله ألا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون ) آل عمران 102.
(يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث
منهما رجالا كثيرا ونساؤ واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام إن الله كان عليكن
رقيبا) النساء 01
( ياأيها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم
ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ) الاحزاب 80 ، 81
اما بعد
ما كان لمثلي أن يرتقي هذا المرتقى الصعب ، وان يركب البحار ، ويخوض
هذا البحر الهائج المائج بهذه الأمواج المتلاطمة ، وأن يتحدث في موضوع شائك وكبير
مثل هذا ، فإن هذا الموضوع تباينت في كثير
من مسائله الأراء، واختلفت فيه الأقوال ، والتزم فيه الصمت من التزم ، ولكن
الدوافع لطرق باب هذا الموضوع كانت كثيرة ، والأسباب كانت عظيمة ، والحاجة كانت
ملحة ، تتطلب طرق باب هذا الموضوع ، ومن تلك الدوافع الدواعي لعرض هذا الموضوع انه
موضوع جد خطير نعايشه ونعاصره ، ونرى مشكلاته ببن الحين و الحين ، ويحتاج إلى
معرفة أحكامه
الخاص والعام على السواء ، مما جرأني للخوض في غماره ، والقراءة فيه
بتأن ، والبحث في كثير من أحكامه ، فكانت تستوقفني بعض المسائل والقضايا التي لم
اكن اجد لها اجابة واضحة ، فكنت ألجأ إلى بعض اخواني وشيوخي من طلبة العلم النجباء
النبلاء العاملين في حقل الدعوة وبجد واجتهاد ، ممن يرجع أليهم في الفتوى ،
ويستأنس بكلامهم فلم أجد لديهم إجابة واضحة تروي الغليل وتشفي العليل
وكان هذا أيضا من الدوافع لطرق
هذا الموضوع :
وخاصة ان
منهم من كان ينغمس في حل نزاعات الناس و مشكلاتهم ، فكانت تعرض عليهم المثير م
مسائل الطلاق والظهار ونحو ذلك ، فكان كثير منهم يلتزم الصمت إما لغياب الحكم
الشرعي عنه وإما ورعا عن اطلاق الاحكام في مثل هذا الموضوع مما فتح الباب لبعض
الوعاظ من ائمة المساجد في اطلاق الاحكام في مثل هذا الموضوع ، والجرأة على الفتيا
فيه بغير دراية كافية باحكام الشرع الحنيف ، وأقوال الائمة السلف وغيرهم ، من
الائمة المجتهدين والعلماء الربايين ، حتى رأيناحالات كثيرة يرد الرجل فيها من
كانت امرأته بعد ما بانت مه بينونة كبرى ، وطلقها طلاقا مكملا لثلاث ، بفتوى من
هؤلاء ، وذلك من خلال نكاح التحليل الفاسد ، فيعيش معها ، ويعاشرها معاشرة الازواج
على انها زوجته وهي محرمة عليه ، ولقد صادفتني مواقف كثيرة من تلك الحالات ورأيتها
بعيني ، نسي هؤلاء الوعاظ ان أجرأهم على الفتيا أجرأهم على النار.
التحميل سهل فقط اتبع الصور من هنا
كيفية التحميل
0 التعليقات:
إرسال تعليق